نفرتيتي، أحد أشهر الشخصيات في التاريخ المصري القديم، تظل لغزًا يثير الفضول حتى يومنا هذا. كملكة حكمت إلى جانب زوجها الفرعون إخناتون خلال الأسرة الثامنة عشرة، لعبت نفرتيتي دورًا محوريًا في الثورة الدينية التي هزت مصر آنذاك. جمالها الفاتن وقوتها السياسية جعلتاها أيقونة لا تنسى، بينما لا تزال ظروف اختفائها من السجلات التاريخية موضوعًا للنقاش بين علماء الآثار. نفرتيتيالملكةالأسطوريةلمصرالقديمة

من هي نفرتيتي؟

وُلدت نفرتيتي حوالي عام 1370 قبل الميلاد، واسمها يعني "الجميلة أتت". تزوجت من إخناتون، الذي غير اسمه من أمنحتب الرابع ليعكس إيمانه بآتون، إله الشمس الذي جعله الإله الوحيد لمصر في إطار ثورة دينية غير مسبوقة. لعبت نفرتيتي دورًا نشطًا في هذه التحولات، حيث ظهرت بانتظام في النقوش والتماثيل كشريك متساوٍ في الحكم تقريبًا.

دورها السياسي والديني

خلافًا لمعظم الملكات في ذلك الوقت، لم تكن نفرتيتي مجرد زوجة فرعون. فقد صورت في العديد من الأعمال الفنية وهي تقوم بأدوار تقليدية للفراعنة، مثل ضرب الأعداء أو تقديم القرابين للآلهة. يشير ذلك إلى نفوذها الكبير ومشاركتها الفعالة في حكم مصر.

عندما نقل إخناتون العاصمة إلى أخيتاتون (تل العمارنة حاليًا)، أصبحت نفرتيتي شخصية مركزية في البلاط الملكي. يعتقد بعض الباحثين أنها ربما حكمت كفرعون مستقل بعد وفاة زوجها تحت اسم "سمنخ كا رع"، لكن الأدلة على ذلك لا تزال غير قاطعة.

لغز اختفائها

بعد العام الثاني عشر من حكم إخناتون، تختفي نفرتيتي فجأة من السجلات التاريخية. هناك نظريات عديدة حول مصيرها:

• ربما توفيت بسبب وباء انتشر في ذلك الوقت
• قد تكون سقطت في غضب الملك بسبب خلافات سياسية
• يعتقد البعض أنها حكمت كفرعون بعد وفاة زوجها ثم تم محو اسمها عمدًا

إرث نفرتيتي الخالد

اكتسب تمثالها النصفي، الذي اكتشف في تل العمارنة عام 1912، شهرة عالمية كرمز للجمال الأنثوي والفن المصري القديم. اليوم، تُدرس نفرتيتي ليس فقط كشخصية تاريخية، ولكن أيضًا كرمز للقوة النسائية والقيادة.

بينما لا تزال العديد من الأسئلة حول حياتها بدون إجابة، تظل نفرتيتي واحدة من أكثر الملكات إثارة للاهتمام في التاريخ، جسّدت تحولات مصر الدينية والسياسية في واحدة من أكثر فتراتها إثارة.