ومالي لا أعبد الذي فطرني
2025-08-24 01:13دمشق"وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (يس: 22). هذه الآية الكريمة تحمل في طياتها معاني عميقة وتذكيرًا قويًا بحقيقة الوجود الإنساني وعلاقته بالخالق عز وجل. فلماذا لا يعبد الإنسان ربه الذي خلقه وأوجده من العدم؟ ولماذا ينصرف عن عبادة من يستحق العبادة حقًا إلى عبادة ما لا يضر ولا ينفع؟ وماليلاأعبدالذيفطرني
معنى الآية وتفسيرها
تأتي هذه الآية في سياق حوار بين رسول من الله وقومه الذين كذبوا به. فهي تعبر عن استنكار واستفهام تعجبي: ما الذي يمنعني من عبادة خالقي الذي أوجدني وأحسن تكويني؟ إنها دعوة إلى التفكر في نعمة الوجود والإيجاد، وإلى إدراك أن العبادة حق لله وحده لا شريك له.
وقد ذكر المفسرون أن هذه الكلمات تحمل إقرارًا بالفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، فالإنسان مفطور على التوحيد وعلى حب الله وعبادته، ولكن قد تغلب عليه الشهوات أو الشبهات فينحرف عن جادة الحق.
الدروس المستفادة من الآية
التفكر في خلق الله: الآية تحثنا على التأمل في أنفسنا وفي الكون من حولنا لنستدل على عظمة الخالق. فكل شيء في هذا الكون يدل على وجود الله ووحدانيته.
وماليلاأعبدالذيفطرنيأهمية العبادة: العبادة هي الغاية من خلق الإنسان، كما قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56). فمن حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا.
وماليلاأعبدالذيفطرنيالرد على المشركين: الآية ترد على الذين يعبدون غير الله من الأصنام أو الأوثان أو الطواغيت، فكيف يعبدون ما لا يخلق ولا يرزق ولا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا؟
وماليلاأعبدالذيفطرنيالفطرة السليمة: الإنسان مفطور على التوحيد، ولكن البيئة والتربية قد تحرفه عن ذلك، لذا يجب العودة إلى الفطرة النقية.
وماليلاأعبدالذيفطرني
الخاتمة
"وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي" جملة تحمل في طياتها تساؤلاً وجوديًا عميقًا، وتذكيرًا بأن العبادة لله هي الحق الذي لا ينبغي العدول عنه. فليتأمل كل منا في هذه الآية وليعِ أن سعادته في الدنيا والآخرة مرتبطة بعبادة ربه حق العبادة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيفاللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل. آمين.
وماليلاأعبدالذيفطرني