في عام 2005، كتب نادي ليفربول الإنجليزي أحد أعظم الفصول في تاريخ كرة القدم الأوروبية عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا بطريقة دراماتيكية لا تصدق. كانت هذه البطولة بمثابة قصة كفاح وإصرار تجسدت في أداء الفريق تحت قيادة المدرب رافاييل بينيتيز.مشوارليفربولفيدوريالابطالقصةانتصارلاتنسى

بداية صعبة ومفاجآت غير متوقعة

بدأ ليفربول مشواره في دور المجموعات بصعوبة بالغة، حيث تعرض للخسارة في ثلاث مباريات. لكن الفريق استطاع التأهل بصعوبة بعد فوزه الحاسم على أولمبياكوس بنتيجة 3-1 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، بفضل هدفين شهيرين لستيفن جيرارد.

تصفيات مثيرة واختبارات قاسية

في دور الـ16، واجه ليفربول باير ليفركوزن الألماني وتغلب عليه بسهولة نسبية (6-2 في مجموع المباراتين). ثم جاء اختبار أصعب أمام يوفنتوس الإيطالي في ربع النهائي، حيث تمكن الريدز من تحقيق نتيجة ثمينة في تورينو (0-0) قبل أن يضمن التأهل بفوزه 2-1 في أنفيلد.

أما في نصف النهائي، فقد واجه ليفربول غريمه التقليدي تشيلسي في مواجهة إنجليزية صرفة. بعد تعادل 0-0 في لندن، تمكن ليفربول من الفوز 1-0 في أنفيلد بفضل هدف لويس غارسيا الذي أثار جدلاً كبيراً حول ما إذا كان قد تجاوز خط المرمى فعلاً.

النهائي التاريخي في إسطنبول

وصل ليفربول إلى النهائي في إسطنبول لمواجهة ميلان الإيطالي القوي. بدأت المباراة بكابوس للفريق الإنجليزي حيث تلقى ثلاث أهداف في الشوط الأول. لكن ما حدث في الشوط الثاني كان بمثابة معجزة حقيقية.

في ست دقائق فقط، سجل ليفربول ثلاث أهداف متتالية عن طريق جيرارد، سميتش، وألونسو ليعادل النتيجة. ثم استطاع الحفاظ على التعادل حتى نهاية الوقت الإضافي رغم إرهاق اللاعبين، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح.

في ركلات الترجيح، برز الحارس يرشد دوديك كبطل المباراة بعد أن تصدى لركلتين، بينما أحرز ليفربول جميع ركلاته ليتوج بطلاً لأوروبا للمرة الخامسة في تاريخه.

إرث لا يمحى

يعتبر هذا الانتصار من أعظم الانتصارات في تاريخ المسابقة، حيث تجاوز ليفربول كل التوقعات وأثبت أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تتغلب على كل الصعاب. لا يزال مشوار ليفربول في دوري أبطال أوروبا 2005 مصدر إلهام للعديد من الفرق واللاعبين حول العالم، ومثالاً حياً على أن المستحيل ليس سوى كلمة في قاموس أولئك الذين يؤمنون بقدراتهم.